کد مطلب:350910 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:266

الحضوری أبلغ فی المثالیة
إن صفات الرسول وأوصیائه مثال لصفات الجلیل تبارك اسمه ولا

شبهة فی أن الأبلغ فی المثالیة أن تكون صفاتهم أكمل الصفات، وخصالهم أفضل الخصال فالعلم الحضوری هو الأولی. لأنه الأبلغ فی المثالیة. وأما أن صفاتهم مثل لصفات الخالق تعالی، فهو ما یشهد له العقل والنقل.



[ صفحه 30]



أما النقل فكثیر، ومنه قول أمیر المؤمنین علی علیه السلام: (نحن صنائع الله، والناس بعد صنائع لنا). وتحلیله أن یقال: إن الله تعالی شأنه لما أحب أن یعرف خلق الخلق لیعرف ولما أحس البشر أن لهم خالقا خلقهم، ومصورا أوجدهم، أرادوا أن یعرفوه وكیف بعد أن أوصلهم الحس إلی وجود الخالق لهم لا تندفع نفوسهم إلی عرفانه. والمعرفة أساس الاتصال بین الخالق والمخلوق. فكان ظهوره جل وعز أكشف للسر وأجلی للغشاء. ولما استحال ظهوره تعالی بنفسه لزم أن یظهر لعباده بصفاته ولقصور العقول عن الإحاطة بعالی تلك الصفات. ولتقریب الأمر إلیهم عن كثب. خلق لهم بشرا منهم یمثل لهم تلك الصفات السامیة لذاته تعالی بما اتصفوا به من جمیل الخصال. وهل یا تری خلق خلقا أفضل فی الصفات وأجمل فی الخصال من نبینا الأكرم وأوصیائه الأمناء فكانوا أحق البشر فی أن یمثلوا صفاته القدسیة. ولولا هؤلاء لما حصل الغرض من خلق الخلق، لعدم معرفتهم به تلك المعرفة المطلوبة، بدون أن یكونوا ممثلین لصفاته، فلذا كان خلق الخلق لأجل أولئك الذین مثلوه، لیحصل بذلك عرفانه، فكان الناس الصنایع لأجلهم. وأما العقل فهو بعد أن أدرك أن لهذا العالم الملموس موجدا ابتدعه یلتمس الوصول إلیه. والاهتداء إلی الوقوف علیه. وبالآثار یتعرف ذلك المبدع الموجد. وأقربها إلی حسه أن یكون له مثال یكشف عن



[ صفحه 31]



سمو صفاته، بعد أن تعذر علیه الوصول إلی قدسی ذاته. فإذا عرفنا بالآثار أن خاتم الأنبیاء وأوصیاءه النجباء أكمل العالم صفاتا وأفضلهم أعمالا. عرفنا المثالیة فیهم أتم وهل الأجدر فیها أن تكون علی الطراز الأعلی والسنام الأرفع. أم علی وجه لا یخلو من قصور...؟ تری أن العقل یتردد فی اختیار الغرار الأفضل للتمثیل، والطراز الأتم للتعریف.